Sunday 22, Dec 2024

"كيف نعتني بأحد الوالدين المريضين؟"

جورجيت 52 سنة، موظفة حكوميّة

"أجبرني هذا الوضع على النضوج"

"أجاهد أنا وإخوتي قدر المستطاع لإبقاء والدتنا البالغة من العمر 88 سنة والمصابة بمرض الآلزايمر في منزلها لأنّها تعتبر منزلها حياتها كلّها. نساعدها بتوكيل عاملة تنظيف تزورها مرّة في الأسبوع لتنظّف المنزل عنها. في حين تزورها مساعفة اجتماعيّة أربع مرات في الأسبوع أيضاً لتقدّم لها العون المطلوب وبشكل مدروس. أمّا نحن أولادها الأعزّاء، فنتداور على الاهتمام بها: يوم السبت مخصّص لأخي والأربعاء والأحد لأختي. وامّا أنا، والمجبرة على التنقّل بفعل وظيفتي، فأبقى معها عندما تتاح لي الفرصة. أنا وإخوتي مختلفون تماماً لكنّنا نتفّق من حيث تنظيم تأمين العناية اللازمة لأمّنا.

إلاّ أنَّ هذه المسألة تشغل تفكيري ليلاً نهاراً ولا تترك لي مجالاً لراحة البال. كما أنّني أشعر بالذنب إزاء أخي وأختي اللذين تقع عليهما الحصة الأكبر من المسؤوليّة بملازمة أمي المريضة بحكم تواجدهما الدائم في المنطقة. يحدث أن أتحرّر بين الحين والآخر من هذا الذنب لأقنع نفسي بأنّني غير قادرة على فعل المزيد. لكنّ ذلك يستنزفني بالكامل. يصعب عليّ منع هذه الأفكار من السيطرة عليّ وإعاقتي عن التفكير في نفسي ولو للحظة.

خلافاً للسنة الماضية التي لم أذهب فيها في عطلة صيفيّة، قرّرت أن تكون هذه السنة مختلفة. فأنا بحاجة فعلاً إلى عطلة لتصفية ذهني. وهكذا، بدأت التخطيط لعطلتي بعد أن ناقشت الموضوع مع أخي وأختي. من الصعب أن يعيش المرء المرحلة التي تنقلب فيها الأدوار بين الآباء والأولاد لأنّها تجبر الأولاد على أن يكبروا بسرعة ويتحمّلوا المسؤوليّة ويصبحوا راشدين في نهاية المطاف..."

 

Top