غالباً ما نجد العامل او الموظّف او حتّى ربّ العمل يعطي كلّ ما لديه تفانياً في مهنته بدون عدّ الساعات وعلى حساب الحياة الزوجيّة والعائليّة. وتكرّ السبحة الى أن يأتي يوم... وينهار بالكامل! جسمه يستسلم إذ التهمه التوتّر. يتحدّث علم النفس اليوم عن متناذرة الحياة العصريّة: "الإجهاد حتّى الاحتراق والانهيار" او ما يعرف بالإنكليزية بال Burn- out. لفظة تعني "محروقاً ومُستهلكاً بالكامل". تقدّر الأبحاث الأشخاص الأكثر عرضة للإجهاد المهنيّ، بالملايين، وخاصّة في البلدان الصناعيّة المتطوّرة. امّا الضغط الذي يضنيهم فآتٍ بشكل كبير من ذواتهم. أجل، فظاهرة الإجهاد حتّى الاحتراق تطال الأشخاص النازعين نحو الكمال والدقّة، والذين يريدون دوماً إنجاز الأفضل. لكن، هذا لا ينفي مسؤوليّة الشركات والمؤسّسات والتي لا تفعل اليوم سوى زيادة الضغط عليهم.
الحجّة الأولى؟ الوضع الاقتصاديّ وشدّة المنافسة، وعليه، يخشى الموظّف خسارة عمله ما لم يتفانَ بسبيله، وامّا ربّ العمل فيريد المزيد من الإنتاجيّة بأقلّ كلفة ولذا، يحاول اختصار عدد الموظّفين، فيحمّل العامل الواحد عدّة وظائف واحياناً عدّة مراكز عوضاً عن وظيفة او مهمّة واحدة. امام هذا الواقع المرير، كيف للعامل أن يقاوم؟ كيف له الاّ يقع ضحيّة "الاحتراق"؟
- عنوان: هل يسقمك عملك؟
- منشور من طرف:
- تاريخ: 12:29 PM
- العلامات: Tags: هل يسقمك عملك؟