Monday 30, Dec 2024

"كيف نعتني بأحد الوالدين المريضين؟"

ريما، 55 سنة، نائب مدير

"حالفني الحظ حين طلبت أمي إيداعها في مأوى للعجزة"

"تعيش والدتي البالغة من العمر 86 سنة في مأوى للعجزة منذ يناير من العام 2011. قبل هذا التاريخ، كانت تعيش بمفردها في منزلها لكن بسبب إصابتها بداء السكري، صعب عليها المشي أكثر فأكثر وأصبحت سجينة منزلها. فقد فقدت الاهتمام في الاعتناء بنفسها بعد الكوارث المتتالية التي ضربت عائلتنا بدءاً من حادث موت أحد أحفادها وطلاقي بعد 35 سنة من الزواج... بعد هذه الحوادث كلّها لم تعد تريد القيام بأيّ عمل او ايّ نشاط، على الرغم من شخصيّتها الحيويّة.

حالفنا الحظ بأن تطلب نقلها إلى مأوى للعجزة. أخافني هذا الأمر في البدء إذ خشيت من أن تبقى في غرفتها وتصاب بالضجر حتّى اتّضح لي أنّ العكس هو الصحيح. فقد تعرّفت هناك بأشخاص غيرها وشاركتهم النشاطات الفنيّة والثقافية والترفيهية، الأمر الذي أفادها إلى حدّ بعيد. كما أنّ هذا الأمر أزال عبءاً كبيراً عن كاهلي إذ حدث أن تعثّرت وسقطت أكثر من مرّة حين كانت تعيش بمفردها. ووجب عليها "الزحف" حتّى الهاتف لطلب النجدة. لا أخشى عليها البتّة في مأوى العجزة لأنّها بأمان إذ يبقى شخص إلى جانبها على الدوام.

تزورها أختي البكر كلّ يومين وتهتمّ بتنظيف ملابسها وتؤمّن استحمامها. أمّا أنا فأتناول الغداء معها مرّة في الأسبوع. وفي عطل نهاية الأسبوع، أتداور أنا وأخواتي في استضافتها في منازلنا. يعيق هذا الأمر مشاريعنا الخاصّة لكنّنا مستعدات للتضحية من أجلها..."

 

Top