منظمة الرؤساء الشباب تعلن نتائج استبيان المساواة بين الجنسين في يوم المرأة العالمي

منظمة الرؤساء الشباب تعلن نتائج استبيان المساواة بين الجنسين في يوم المرأة العالمي

النتائج تُظهر أولوية الصحة النفسية للسيدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم

بقلم الدكتورة ريم عثمان، الرئيسة التنفيذية الإقليمية لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني

انتشر شعار #كسر_التحيّز على نطاقٍ واسع في الآونة الأخيرة ولطالما أعجبتني الرسالة الشاملة التي يحملها هذا الشعار. وأجرت منظمة الرؤساء الشباب، المجتمع القيادي العالمي من الرؤساء التنفيذيين، وأنا أحد أعضائها، استبياناً هذا العام حول المساواة بين الجنسين بمشاركة 300 شخصٍ من القادة المتميزين من مختلف الأعمار من 57 دولة حول العالم بهدف نشر الوعي فيما يتعلق بقضايا المساواة بين الجنسين. وشارك الرؤساء التنفيذيون الذكور والإناث في الاستبيان من خلال الإجابة على مجموعةٍ من الأسئلة التي تناقش أبرز التحديات والعقبات والإجراءات الملموسة وقصص النجاح.

وبيّنت نتائج الاستبيان تغيّر عالم الأعمال بالنسبة للجميع، مما فتح المجال أمام نقاشات متقدمة حول القضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، بما فيها أهمية الصحة النفسية، حيث أكّدت 99% من المشاركات في الاستبيان و92% من المشاركين على أهمية الصحة النفسية في قطاع الأعمال. وأفادت منظمة الصحة العالمية في تقريرٍ لها نهاية العام الماضي، أن السيدات يجدن الرجال أقل عرضةً للإصابة بالقلق والاكتئاب، وبالتالي؛ من الطبيعي أن تكون هذه المشكلة أكثر انتشاراً بين النساء العاملات.

ووصل النقاش حول الصحة النفسية للمرأة إلى نقطة تحوّلٍ نوعية متأثّراً بتداعيات الأزمة الصحية العالمية وآثار الظلم الاجتماعي. ووفقاً لتقرير المرأة في مكان العمل الذي أصدرته شركة ماكنزي ومؤسسة لين إن، تتعرض الأمهات وكبار المسؤولات التنفيذيات والنساء اللواتي ينتمين لخلفيات ثقافية مختلفة لخطرٍ متزايد يهدد صحتهن النفسية، ويوضح التقرير بشكلٍ مفصّل التأثير المتفاوت للأزمة الصحية على هذه الفئات الثلاث. مما يجعل هذا الوقت مثالياً لتحقيق تغيير سريع وملحوظ. ويؤكد استبيان المساواة بين الجنسين الذي أجرته منظمة الرؤساء الشباب الحاجة إلى إجراء تغيير سريع وضرورة اتّباع السيدات، اللواتي يشغلن مناصب قيادية رفيعة المستوى أو يرغبن في ذلك، خطوات استباقية للحفاظ على صحتهن النفسية أكثر من أي وقتٍ مضى. وتلفت نتائج الاستبيان الانتباه إلى أهمية مجموعةٍ من النقاط، بما فيها:

●      الجدارة (11%) مع الاعتراف بمؤهلات كل شخص بغض النظر عن الجنس؛ والتوظيف (11%) الذي يتطلب إدراك جميع القادة للحاجة إلى إحداث تغيير في سلوكيات التوظيف والترقية والتوجيه والتخلّص من مفهوم "نادي الرجال" في بيئة العمل، مع الإشارة إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لدعم النساء من مختلف الخلفيات الثقافية.

●      التنوع بين الجنسين في شغل المناصب القيادية (9%)، مع هدفٍ شامل يتمثل في تحفيز مشاركة النساء في مجالس الإدارة والالتزام بتعيين نسبة 50% من النساء في المناصب الإدارية.

●      تقديم مثال يُحتذى به (8%) مع التركيز على ضرورة إدراك القادة لأهمية التغيير والتصرّف وفقاً لذلك.

●      اعتماد المرونة في إجراءات العمل (7%)، والتي تركّز على توفير أجواء عائلية والسبل التي تتيح للقادة والشركات تنفيذ المبادرات التي تعزز العمل لتحقيق أهداف تدعم الجنسين مع مرونة في أوقات العمل لدعم المسؤوليات العائلية.

●      التواصل (7%)، الذي يساعد على توفير بيئة مناسبة للحوار الشفاف في مختلف منصات الشركات، مما يساهم في فهم التحيز اللاواعي ومكافحته داخل المؤسسة وعلى المستوى العام.

ويتعين على المؤسسات مع بداية عام 2022 أكثر من أي وقتٍ مضى توفير فرص النجاح لجميع موظفيها ومواكبة التغييرات الراهنة، حيث أشار أكثر من نصف المشاركين في استبيان منظمة الرؤساء الشباب إلى أهمية التغيير ودوره المحوري في حملة #كسر_التحيز، في زيادةٍ بلغت 20% عن العام الماضي. كما كشف استبيان الرؤساء التنفيذيين عن مجموعةٍ من التحديات البارزة في العام الماضي، بما في ذلك التفوق المستمر في ميدان المنافسة (46%) وتزاحم الأولويات (46%) وتحقيق التوازن بين العمل ومسؤوليات الحياة (46%). وتجدر الإشارة إلى أن أقل من 15% من المشاركين في الاستبيان اعتبروا أن الشعور بالوحدة في مكان العمل أحد التحديات التي تواجههم، في انخفاض مقارنةً مع عام 2021.

ويؤكد ذلك على ضرورة تحقيق التنوع بين الجنسين في عملية صقل المهارات، فالمساواة بين الجنسين تعني منحهما فرصاً متكافئة لتعلم مهارات جديدة وتطوير مسيرتهم المهنية وتقديم أقصى قدراتهم، بالإضافة إلى رفع معدلات توظيف النساء وتكريس استراتيجية التنوع وتعزيز ثقافة المساواة وتوفير بيئة عمل مرنة والإقرار بالجدارة والاستحقاق. وأشار 25% من المشاركين في الاستبيان إلى الدور الرئيسي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز الشمولية لدى الرؤساء التنفيذيين، حيث قالت إحدى المشاركات: "بدأنا بفريق قيادي مكوّن من النساء بالكامل وتقوده رئيسة تنفيذية في السنوات الخمس الأولى. ويشير هذا المثال إلى رغبة العديد من رائدات مجال الهندسة في العمل في شركة تديرها امرأة، بعد سنوات عديدة من العمل في مجال يهيمن عليه الرجال". وأفاد مشارك آخر: "عملنا على زيادة عدد النساء في فريق إدارتنا ليصل الآن إلى 46% من النساء المتميزات والقادرات على التفوق، واللواتي يعملن بجدٍ لتحقيق ذلك".

وانطلاقاً من واجب مشاركة قصة تحتفي بإنجازات المرأة وتسلط الضوء على ضرورة التغيير وإبراز الإنجازات في مكان العمل حتى اليوم، يقدم استبيان المساواة بين الجنسين الذي أجرته منظمة الرؤساء الشباب قصةً متجددة تشدد على أهمية الصحة النفسية. وشجّع أبرز قادة القطاع، إلى جانب منظمة الرؤساء الشباب، على دفع الجهود الرامية إلى إرساء عالمٍ يخلو من التحيز والتنميط والتمييز، ويسعى لنشر مفاهيم التنوع والمساواة والشمول ويحتفي بالاختلاف.

●      لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:  https://www.ypo.org/.