هذه الظاهرة في تزايد مستمرّ اليوم، إذ تطال حالة اليرقان والمعروفة بالصفراء في بعض المناطق العربيّة، حديثي الولادة او المواليد الجُدُد، وذلك نتيجة ارتفاع نسبة مادّة البليروبين Bilirubin في الدم. هذه المادّة صفراء اللون، ينتجها الجسم بعد "تكسير" كريّات الدم الحمراء القديمة واستبدالها بالجديدة... عادةً، يساعد الكبد على "تكسير" مادّة البيليروبين هذه فتصريفها عن طريق البراز. في الواقع، قد تصبغ النسب العالية من البليروبين، جلد المواليد الجُدُد باللون الأصفر، وغالباً ما تحوّل بياض العين إلى اللون الأصفر أيضاً.
كما أشرنا، تلك الإصابة جدّ رائجة لدى الأطفال حديثي الولادة، وعليه، يجدر بالأمّ التنبّه: كيف تتصرّف إن أصيب طفلها بالصفراء وخصوصاً إذا ما ظهرت الإصابة بعد أسبوع من ولادته؟
الأسباب
قبل اكتشاف الأسباب، يجب الإشارة إلى أنَّ اليرقان قد يكون على نوعين:
- اليرقان الفيزيولوجي
يظهر هذا النوع من اليرقان عادةً فى اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، ويُعتبر حالة شائعة بين الأطفال الحديثي الولادة سواء الذكور أو الإناث. لا تعدّ الصفراء الفيزيولوجية مرضاً ولكنّها حالة دقيقة إذ يحتوي دم المولود على نسبة كبيرة من البليروبين، وبما أنَّ كبد المولود الجديد ليس ناضجاً بما فيه الكفاية، فهو عاجز عن التعامل مع هذه المادّة بطريقة فعّالة.
لا يحتاج اليرقان الفيزيولوجي إلى علاج، وبل يزول تدريجياً مع استمرار الإرضاع الطبيعيّ والذي يساعد على نموّ الكبد بالكامل وبالتالي، يساهم في التخلّص من فائض البليروبين في الدم.
- اليرقان المَرَضيّ
في بعض الأحيان، يصاب الطفل بصفراء شديدة تتطلّب إجراء بعض الفحوصات، وذلك لاستبعاد وجود عامل مَرَضيّ آخر كامن. يجري الطبيب الفحص المناسب، بهدف تحديد مستوى البليروبين في الدم ودرجة خطورة الحالة. امّا الأسباب (باستثناء عدم اكتمال نموّ الكبد)، التي قد تمنع المولود الجديد من تصريف البيليروبين، فقد تشمل:
- الإصابة بعدوى خلال الولادة كالحصبة الألمانية أو الزُهريّ أو تعفّن الدم.
- المعاناة من أمراض تصيب الكبد والقنوات المرّية الصفراوية كالتليّف الكييسي أو الالتهاب الكبدي.
- نقص مستوى الأوكسيجين في الدم.
- الإصابة ببعض المشاكل الوراثية والجينية.
طرق العلاج
سيتّخذ الطبيب عدّة عوامل بعين الاعتبار قبل تحديد نوع العلاج. على الرغم من أنَّ الحالات الطفيفة من اليرقان، غالباً ما تختفي من تلقاء ذاتها، خلال أسبوع أو أسبوعين، إلاّ أنّه يمكن علاجها خارج المستشفى، وذلك عبر تعريض الطفل لأشعّة الشمس. لكن، يجب توخّي الحذر الشديد، لأنّ جلد الطفل الحسّاس قابل للإصابة وبسهولة، بحروق الشمس. لذا، ينصح الخبراء بتعريض ذراعيّ الطفل وساقيه فحسب لأشعّة الشمس، وفقط في الصباح الباكر(حيث تكون أشعّة الشمس خفيفة)، ولمدّة لا تفوق الـ ٥ إلى ١٠ دقائق.
ما لم تنخفض نسبة البليروبين في الجسم، فغالباً ما سيحتاج طفلك إلى علاج بالضوء، أي استعمال ضوء معيّن يبعث بأشعّة فوق بنفسجية ذات طول موجات مدروس. هذه المداواة الضوئيّة متاحة فى المستشفيات المتخصّصة بعلاج المواليد الجُدُد. ايضاً، من الضروري زيادة كمّية السوائل للطفل وقد ينصح بعض الأطباء بزيادة تواتر الإرضاع. في بعض الأحوال، قد يطلبون من الأمّ التي ترضع طفلها بالثدي، أن تضيف رضاعة صناعية.
امّا إن استمرّت الصفراء على الرغم من كلّ المحاولات، فقد يعني هذا بأنَّ الطفل يعاني من حالة مَرَضيّة أخرى يجب تشخيصها في أسرع وقت ممكن. لكن، في أغلب الحالات، هذه المشكلة قابلة للعلاج سريعاً، لتفرح الأمّ بمولودها الجديد.
تنبيه: لا يعالج الغلوكوز يرقان حديثي الولادة وبالتالي، يجب استبعاده كعلاج.
إن لاحظتِ سيّدتي ظهور اليرقان عند طفلك وذلك تحديداً عبر اصفرار بشرته و/او اصفرار بياض عينيه، فلا داعي للهلع، بل سارعي إلى استشارة الطبيب المعالِج ليصف الفحوصات اللازمة والعلاج المناسب.
- عنوان: ظاهرة اليرقان (الصفراء) لدى المواليد الجُدُد
- منشور من طرف:
- تاريخ: 2:30 PM
- العلامات: Tags: ظاهرة اليرقان (الصفراء) لدى المواليد الجُدُد