تترامى إلى مسامعنا يومياً أساليب وتقنيات جديدة في تشخيص نوع وحالة البشرة، أو نراها تظهر من كلّ صوب على المواقع الإلكترونية أو في عيادات أطباء الجلد والبشرة. ولكن، ما السبيل إلى تمييز الحقيقيّ من المزيّف؟ والأهمّ.. تمييز الفعّال منها؟؟
يرتكز تشخيص البشرة على وضعها تحت المجهر للوقوف عند مشاكلها. فما الجديد بالنسبة إلى هذه الوسائل في التشخيص؟ قد اجتازت التكنولوجيا شوطاً طويلاً باختراع أجهزة صغيرة حتّى بحجم الهاتف الخلوي الصغير، قادرة على قياس نسبة رطوبة البشرة وعمق تجاعيدها وذلك كلّه بكبسة زرّ! وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ وسائل التشخيص الجديدة هذه لا تكتفي بتحديد المشاكل التي تعانيها البشرة بل تقترح بعدئذٍ المنتجات و/او المستحضرات المناسبة لمعالجتها. لكن، يُنصح في هذه الحالات الأخذ برأي أخصائيّ بشرة أو طبيب جلد، للوقوف عند مدى فعاليّتها وأعراضها الجانبيّة المحتملة.
تكثر تقنيات التشخيص الجديدة في مراكز التجميل ولكنّ الغاية منها تميل إلى التجميليّة أكثر منها الطبيّة. إليكم البعض منها مرفقة بآراء الخبراء:
جهاز بحجم الهاتف الخلوي الصغير
يعمل هذا الجهاز على تصوير البشرة وقياس سبعة عوامل أساسيّة نذكر منها: نسبة الرطوبة والدهون والحساسيّة ونوع المسام ونسبة الترهّل والكثافة الجلدية والتجاعيد والكَلَف. وتفيد أخصائيّة بشرة في هذا المجال قائلةً: "لا تكفي العين المجرّدة لتقييم حاجات البشرة. يوفّر هذا الجهاز المعلومات التحليليّة الخاصة بالبشرة ويكمّل عمل أخصائيّ البشرة في تطبيق علاجات العناية بالوجه عامّة، وفي حلّ المشاكل التي حدّدها الجهاز خاصّة. هذا ويجب إعادة تشخيص بشرة المريض بهذا الجهاز دورياً لأنّ عوامل البشرة تتغيّر باستمرار حتّى في اليوم الواحد. لذا، ننصحكم بالاعتماد على هذا الجهاز من دون التقيّد به حصرياً."
رأي الخبير: التشخيص الوارد بفضل هذا الجهاز غير دقيق على الدوام والحلول المقترحة لا تزال تجميليّة بالدرجة الأولى. فلا علاج بشرة سطحيّ قادر على إخفاء التجاعيد البارزة.
تقنيّة دراسة خلايا البشرة (Kerato- therapy) في المراكز المتخصّصة
ترتكز وسيلة التشخيص هذه على المراقبة ومساءلة المريض بشأن العادات المتعلّقة بالجمال والتغذية والحساسيّات. تكمن الفكرة الأساسيّة هنا في تعقّب أيّ شائبة قد تطال البشرة وفي تقديم العلاجات اللازمة إن دعت الحاجة.
رأي الخبير: لا شكّ في أنّ أنواع البشرة التي عجزت عن إيجاد حلّ لمشاكلها قد استفادت من هذا العلاج. إلاّ أنّ الكثيرين يشتكون من كلفته المرتفعة.
وسائل تكشف غير المرئيّ لدى أخصائيّ الأمراض الجلدية
يعتمد أخصّائيو الجلد على أحدث الاكتشافات التكنولوجيّة في عياداتهم لتحديد مشاكل مرضاهم ومعالجتها. ونذكر من أهمّها: جهاز Ioma Sphere الذي يلتقط صوراً لطبقات البشرة السفليّة (التي تعجز العين المجرّدة عن رؤيتها) ويكشف فيها عن شتّى الشوائب ومنها: الجراثيم والأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجيّة والاحمرارات... ويفيد أخصّائي جلد في هذه المجال قائلاً: "تُعتبر هذه الوسيلة مساعدة طبيّة ثمينة. لنأخذ على سبيل المثال شخصاً يعّرض بشرته للشمس كثيراً فقد يساعد كشف الأضرار التي يعجز عن رؤيتها بالعين المجرّدة، في زيادة وعيه واتّخاذه قرارات تساهم في حماية بشرته في نهاية المطاف."
رأي الخبير: تتّسم وسيلة التشخيص هذه بدقّة مثيرة للإعجاب، إذ لا تقتصر على تحديد المشاكل، لكن تتخطّاها إلى اقتراح الحلول المناسبة لكلّ منها.
ماذا عن وسائل التشخيص المسوّقة عبر الإنترنت؟
سواء على مواقع الكترونيّة، او عبر انظمة التطبيق الخلوية، تتكاثر الاقتراحات: ثمّة ماركات تحدّد مواصفات البشرة الجميلة والصحيّة بفضل استمارة من 22 سؤالاً. امّا بالنسبة للخبراء، فيبقى هذا الحلّ عامّاً او شاملاً ويرتكز خاصّة على عامل السنّ. هناك ايضاً من يقترح تطبيقاً خلوياً مجّانياً لتقييم مدى حساسية البشرة وذلك وفق 10 معايير محدّدة. وإنّما، كلّ هذه الوسائل تبقى غير دقيقة كما ولا تركّز على حالة ومواصفات كلّ بشرة على حدة. بالتالي، من الأفضل عدم اللجوء اليها إلاّ بهدف الاستعلام والتسلية فقط، لا بل استشارة طبيب الجلد في حال وجود مشاكل و/او حساسيّات واضطرابات...
العبرة؟
في النهاية، لا مهرب من ظهور وسائل تشخيص جديدة مع تقدّم العلم والتطوّرات التكنولوجيّة. لكن، لا بدّ من الإشارة هنا إلى ما يلي: حتى ولو احتاجت طبيعة البشرة إلى عناية خاصّة، ومهما تطوّرت الأساليب المتّبعة في كشف مشاكلها وقدّمت حلولاً ممكنة، فلا غنى عن الأطبّاء والمتخصّصين في هذا المجال، ليصار إلى تشخيص هذه المشاكل بدقّة وتقديم حلول فعّالة وشاملة تعالجها من الأساس وليس سطحياً فحسب. كما ونشدّد على أنّ التغذية السليمة المتنوّعة والمتوازنة تساعد في صيانة البشرة وتوازنها. فلا تنسوا إذاً الاعتناء بها من الداخل والخارج لتبقى نضرة ومشرقة وجميلة على الدوام...
- عنوان: هل تقنيّات تشخيص حالة البشرة فعّالة؟
- منشور من طرف:
- تاريخ: 12:46 AM
- العلامات: