آخر ما يتمنى أي أب أو أم رؤيته، هو توبيخ شخص بالغ آخر لأبنائهم. سوف يدفعك ذلك للغضب ويطلق العنان للمشاعر السلبية للسيطرة عليك. ويوجد سبب طبيعي لهذه الحالة؛ إذ يرسل الموقف إشارة “حمراء” لمنطقة من الدماغ بوجود خطر وشيك يستدعي التدخل. فتتسارع ضربات القلب، وتندفع الهرمونات في جسدنا، وتُفعل استجابة “الكر أو الفر”.
بالمقابل، يبقى من المهم أن تحافظ على رباطة جأشك وتوازنك، وتعالج الموقف بطريقة مهذبة ما أمكن. وهذا ما نودّ اليوم في الجانب المُشرق مناقشته، حيث نقدم لكم 8 خطوات، يتعين عليكم اتباعها عندما ترون شخصاً آخر يوبخ أبناءكم بطريقة لا تعجبكم.
١. أعلن عن وجودك
اقحام نفسك في الموقف يغير مجرى الأمور تماماً. سوف يشعر طفلك بالأمان والحماية، ويصبح الشخص الآخر أكثر تأدباً واحتراماً عندما يواجه شخصاً من نفس عمره قريباً، لأن موازين السلطة تتغير وتصبح أكثر تكافؤاً.
يمكنك تجربة الأسلوب التالي: قلد طريقة الشخص الآخر في الوقوف وحركة الجسد. يعرف هذا الأمر بـ "خلق علاقة وئام"، وهي طريقة قوية وفعالة لحل أي نزاع محتمل وتجعل الطرف الآخر يرى فيك الحزم والثقة بالنفس.
٢. تقييم الموقف قبل الإقدام على أي ردة فعل
ليس من الحكمة أن تغضب، من المهم أن تهدأ وتعالج الموقف بالمنطق. تمهل واجمع المعلومات عن الموقف والمشكلة برمتها. من المحتمل جداً أن يكون طفلك مخطئاً بشكل كبير؛ ربما ضرب طفل آخر أو خرب ممتلكات المعني بالأمر أو أساء التصرف في الفصل، وما إلى ذلك.
قد يكون دافعك هو الهجوم على هذا الشخص، لكن من المفيد أن تفكر في ردة فعلك أنت لو كنت مكانه.
٣. اجعل طفلك يشعر بأنك تفهمه
قد يؤثر الموقف على الطفل ويجعله يشعر بالارتباك أو الخوف. من المهم أن تتحلى بالصبر مع طفلك وتحسسه بأنك تفهم وتقدر مشاعره. انخفض حتى تصبح عيناك في مستوى عينيه، واطلب منه أن يشرح لك ما حدث بهدوء. لا تصدر أي أحكام في هذا التوقيت، واكتف بالإصغاء لتفسيره للموقف.
إذا شعر الطفل بأنك تفهمه، سيصبح بدوره أكثر انفتاحاً على فهم ما ستقوله من أجل تحسين سلوكه في المستقبل.
٤. كن صريحاً في حديثك مع الشخص الآخر
غالباً ما يرتبط التحدث بصراحة مع الغير بالوقاحة واللا مبالاة. لكن الاكتفاء بالتلميحات والإشارات، قد يكون ضرره أكبر من نفعه.
كن صريحاً مع الشخص الآخر. أخبره بأسلوب مهذب أنك المسؤول الأول عن تهذيب طفلك وأنك تفضل ألا يتدخل في ذلك. ويمكنك أيضاً أن تخبره بأن يفكر في الموقف، لو انعكست الأدوار وكنت أنت من وبخ طفله (إن كان له أبناء).
يتطلب التحدث بهذا الأسلوب الصريح قدراً من الحزم، مع التحلي بالكياسة والهدوء، بعيداً عن أي تشنج حيال الموقف.
٥. استخدم الدعابة لتبديد التوتر
عندما ترى طفلك يتعرض للتوبيخ، فمن الطبيعي أن يكون آخر ما قد يخطر ببالك هو إلقاء النكات. لكن الدعابة لها قدرة سحرية على تخفيف حدة التوتر وحل المواقف الصعبة. ذلك أن توظيف الدعابة سيشعر الآخر فوراً بأنك شخص قريب وسهل المعشر. كما أنها قد تساعد على التقليل من جدية الموقف وتمنح كل الأطراف المعنية منظوراً جديداً للأمور.
بالمقابل، ينبغي أن تكون حذراً بشأن الكلمات التي تستخدمها. إذ إن بعض أنواع المزاح تُفسر على أنها سخرية، وسوف تزيد الطين بلة بكل تأكيد.
٦. اجعل الحدود واضحة
إذا كان الشخص البالغ المعني ذا سلطة في حياة ابنك (مدرس أو مدرب أو أحد الأقارب)، فمن الأهمية بمكان رسم حدود واضحة لمنع تكرار الموقف مستقبلاً. بالتأكيد، هذا لا يعني السماح لطفلك بفعل ما يشاء داخل الفصل أو أثناء التمارين، وإنما ستحاول إقناع الشخص البالغ باستخدام نفس الأساليب التربوية والتأديبية التي تستخدمها مع طفلك في المنزل. وبالتالي تتكون لدى هذا الأخير نظرة متسقة بشأن الصواب والخطأ الذي يستوجب العقاب.
عندما تهدأ الأمور، من المهم أن تناقش وتشرح لطفلك كل شيء. هذه الخطوة في غاية الأهمية، لأن الطريقة التي تنظر بها إلى الأخطاء، قد تترتب عنها تأثيرات طويلة الأمد على تعامل طفلك مع الأخطاء والانتكاسات.
احرص على تهدئة طفلك، لكن دون تعاطف أو شفقة. لأن إظهار عاطفتك قد يرسل إشارة خطيرة، توهمه بأنه محق تماماً أو تجعله يستصعب التمييز بين الصواب والخطأ. من الأفضل أن تكون حازماً في موقفك، وتشرح له بهدوء أن ما قام به غير مقبول. على سبيل المثال: “لقد أخذت لعبة جيني، هل تتصور شعورها الآن؟ ألم تكن لتشعر بنفس الشعور لو أنها أخذت لعبتك المفضلة؟”
متى يجوز لشخص بالغ آخر تأديب ابنك؟
من واجبك تعليم أطفالك ضرورة احترام الكبار والتصرف وفقاً للقواعد الاجتماعية المتعارف عليها. ينبغي أن يدرك الأطفال أنهم جزء من مجتمع (الفصل أو الفريق أو ساحة الألعاب) وأن هناك أشخاصاً مسؤولين عن تلك المجموعات. على سبيل المثال، ينبغي أن يفهم الطفل أنه عندما يسيء أحد الأطفال التصرف داخل الفصل، فإنه يحق للمدرس توضيح الأمر، حتى يعرف الجميع بأن مثل تلك التصرفات غير مقبولة.
من جهة أخرى، يجب الانتباه إلى أن معاملة الطفل بغضب لها تداعيات خطيرة؛ فالصراخ يجعله يفقد الثقة في نفسه ويزيد من مستويات شعوره بالقلق ويدمر الثقة التي تجمع بينه وبين أبيه أو أمه.
وظيفتنا هي العثور على أرضية مشتركة مع أطفالنا، ومعاملتهم بكل احترام وصبر، لأنهم أحق الناس بذلك.
- عنوان: ما الذي ينبغي عليك فعله عندما يوبخ شخص آخر طفلك الصغير؟
- منشور من طرف:
- تاريخ: 8:03 AM
- العلامات: Tags: صحة نفسية، الطفل، التوبيح، المشاعر