وتحريكه لتتكوّن هذه الأخيرة. هل نظرتم ذات يوم الى اسفل شلاّل؟ ثمّة رغوة بيضاء تتكوّن باستمرار. بيد أنَّ كلّ هذه الفقّاعات سرعان ما تزول، على عكس فقّاعات الصابون والتي تدوم لوقت أطول. ما تفسير ذلك؟ تلك مسألة تعود الى طبيعة الجزيئات الكيميائية التي تؤلّف الصابون. تلك الجزيئات مكوّنة من قسمين: رأس (مؤلّف من أيونة سلبية مكوّنة بدورها من ذرّة كربون وذرّتين من الأوكسيجين، ومن ايونة إيجابية كالصوديوم) وذيل طويل (مؤلّف من ذرّات كربون وهيدروجين). وهنا، يكمن سرّ الصابون: عندما تتّصل الأيونة الإيجابية بالماء، تنفصل عن الباقي. امّا الرأس والمحبّ للماء، فيستمتع بهذا التواصل، في حين يرذله الذيل الذي ينفر من الماء. النتيجة: متى تمّ تحريك الهواء والمياه الممزوجة بالصابون، تكوّنت الفقّاعات، إذ تأتي جزيئات الصابون لتصتفّ من جهتيّ طبقات المياه الرقيقة والتي تكوّن ظاهر الفقّاعات. يجتذب الغشاء المائي الرؤوس المحبّة للماء، في حين تتّجه الذيول النافرة من الماء نحو الهواء، داخل وخارج الفقّاعات. لهذه البنية الهندسيّة 3 حسنات: من جهة، هي تسهّل تكوّن الفقّاعات. بالفعل، تميل جزيئات المياه طبيعياً الى البقاء بمحاذاة بعضها البعض، اي الى الحدّ من الاتّصال بالهواء. وإنّما، جزيئات الصابون وإذ تبعد بعضها البعض لتحتلّ المزيد من المساحة، فتميل الى جعل الاتّصال بين الماء والهواء في استقرار، ما يسمح بتكوّن المزيد من الفقّاعات، مقارنةً بالمياه الصافية. ومن جهة اخرى، هذه الجزيئات تبطّىء سيلان المياه عند ظاهر الفقاعة وذلك بفعل القوّة الجاذبة Gravitation. بالتالي، تحتفظ الفقاعات بمياهها لوقت اطول، ويتباطأ ترقّق الغشاء المائيّ، ما يطيل من ديمومة فقاعات الصابون. أخيراً ومتى اصبح الغشاء رفيعاً للغاية، تدخّل التأثير الثالث لجزيئات الصابون: منع الفقاعات من التفجّر. لكنَّ الأطفال فقط يهتمّون لأمر فقاعات الصابون في حين أنَّ الراشدين يتمنّون أمراً واحداً: أن يغسل الصابون ما يريدون! ولهذه الناحية، لا داعي للقلق: وجود الرغوة لا يعيق قدرة الغسل على الإطلاق، ولكنّه لا يزيدها بالمقابل. جلّ ما يلاحظه الخبراء هو أنَّ الصابون ينتج رغوة في محيط نظيف أكثر منه في محيط وسخ. فطالما تتكوّم فقاعات الصابون حول الأوساخ لإزالتها، لا تعود صالحة لتكوين الفقّاعات.
- عنوان: لمَ تظهر الرغوة إن فركنا الصابون؟
- منشور من طرف:
- تاريخ: 10:11 PM
- العلامات: