Monday 30, Dec 2024

هل نسمح له بالمصّاصة؟

على الرغم من كلّ هذه المزايا "السحريّة" قد لا تخلو المصّاصة من السيّئات؛ سرعان ما نلاحظ ، أنّها تسبّب العديد من المشاكل عمليّاً كما نفسياً: متى تمّ منحها في وقت جدّ مبكر، قد تفسد نجاح عمليّة الإرضاع بالثدي. إن لجأ الطفل منذ ايّامه الأولى الى المصّاصة، عوضاً عن ثدي الأمّ، لن يستهلّ إنتاج حليب الأمّ بالشكل الصحيح، ما قد يفضي الى فشل الإرضاع.

ايضاً، وعلى الرغم من وعود المصنِّعين، قد لا تكون المصّاصة إيجابيّة بالكامل: هي جسم غريب في الفم قد يشوّه سقف الحلق وربّما المنخرين، وقد يسهّل على الأمد البعيد، ظهور التهابات الأذن وانسدادات الأنف. ايضاً، للمصّاصة كما الإبهام أثر سلبيّ على الفكّ: مع إبعادها الأسنان، هي تمنع الفكّين من التموضع الواحد فوق الآخر وبالتالي، تولّد تشوّهات. من جهة أخرى، فيض اللعاب الناجم عن استعمالها، يصعّب اغتسال الأسنان تلقائياً، وبالتالي، يزيد من احتمال تسوّسها.

المصّاصة موئل الجراثيم فهي غالباً ما تسقط على الأرض، او تترك أينما كان، تتناقلها جميع الأيدي، وربّما افواه عدّة أطفال، سواء في دور الحضانة او المنزل..

على الصعيد النفسيّ، لا تخلو المصّاصة من العواقب السيّئة: منح المصّاصة للطفل حالما يستهلّ البكاء، بمثابة أن نقترح عليه الوحدة والانعزال، عوضاً عن الطمأنينة والراحة إثر إصغاء الأهل الى معاناته. والحالة هذه، تتحوّل المصّاصة تدريجياً الى حصن يقي الطفل من العالم الخارجيّ، فيختبىء خلفها ويؤخّر التواصل مع الغير. حتّى انَّ بعض الأهل يرفضون حثّ ولدهم على ترك المصّاصة او نزعها من فمه ليكتسب الكلام، لأنّهم يودّون أن يبقى طفلاً صغيراً؛ طالما يمصّ مصّاصته، لا يزال صغيراً بنظرهم.. حتّى ولو كَبُرَ!! 

نصيحة الخبير

 

Top