علم الجينوميات التغذوية هو دراسة كيف تؤثر الأطعمة على جيناتنا، وكيف ان الاختلافات الوراثية الخاصة لكل فرد تؤثر على الطريقة التي يستجيب لها الجسم للعناصر الغذائية. تلقى هذا العلم الكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة بسبب امكانيته على منع اوتخفيف الامراض المزمنة وبعض أنواع السرطان من خلال تغييرات غذائية صغيرة ولكن فعالة. يلخص أساس هذا العلم و أبحاث العوامل الوراثية بالمبادئ الخمسة التالية:
• في ظل ظروف معينة، وعند بعض الأشخاص، اتباع نظام غذائي معين يمكن ان يكون عامل خطر لعدد من الأمراض.
• يمكن للمواد الكيميائية الغذائية الشائعة ان تؤثر على الجينوم البشري، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لتغيير التعبير الجيني او بنية الجينة.
• تاثير النظام الغذائي على امكانية حدوث الامراض يعتمد على التركيب الجيني للفرد.
• من المرجح ان بعض الجينات المتعلقة بالتغذية تلعب دورا في ظهور او زيادة شدة الأمراض المزمنة.
• اعطاء نظام غذائي معين على أساس معرفة خاصة بالشخص: متطلباته الغذائية ،حالته التغذوية و جيناته . هذه العوامل يمكن أن تستخدم لمنع أو تخفيف الأمراض المزمنة.
علم الجينوم الغذائي مبني على فهم الاحتياجات الغذائية والحالة التغذوية والصحية لكل فرد. الوقاية من الأمراض المزمنة (وبعض أنواع السرطان) ممكن من خلال توازن في الوجبات. الابحاث التي تتم للمقارنة بين تفاعلات النظام الغذائي و الجينات في مجموعات سكانية مختلفة يمكن أن توفر المعلومات اللازمة لمعالجة سوء التغذية والأمراض عالميا.
سوف نعرض لكم دراستين تبين اهمية التغذية وتاثيرها على الجينات و الامراض.
الفلافونول الغذائية و تاثيرهاعلى الجينات المتعلقة بامراض القلب و الشرايين
تشير الدراسات إلى أن الفواكه والخضار الغنية بمحتوى الفلافونول لها تأثيرات صحية مفيدة للقلب والأوعية الدموية. فمنافع الفلافونول في مجال صحة القلب و الشرايين تتكاثر وهي مؤكدة مع استمرار الدراسات. لفترة طويلة، قد تم استعراض الفلافونول و تأثيرها كمضاد للأكسدة و بالتالي هذا الدور كان المسؤول عن خصائص الصحية للفلافونول. مع ذلك، كشفت النتائج الأخيرة أن مادة البوليفينول يمكن أن تتفاعل و تنظم نشاط الخلايا وبالتالي تؤثر على تعبير الجينات.
في دراسة اعطى فيها 200 مغ من الفلافانول من بذور العنب كمكملات يومية لمدة 8 أسابيع لمدخنين ذكور ، اظهرت عن فوائد صحية للاوعية الدموية لدى هؤلاءالمدخنين .قرر الباحثون الاستمرار بالتحقيق ليبرهنوا تأثير استهلاك الفلافانول على التعبير الجيني للخلايا وتقييم التغييرات على مستوى الحامض النووي.
باستخدام تقنيات متطورة، برهن الباحثون أن 8 اسابيع من تلك مكملات اليومية نظم تعبير 864 جينات مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
التغذية ودورها في الوقاية من تدني الجهاز المناعة عند المسنين
مع تقدم السن، تنخفض مناعة الانسان و يميل إلى العرضة اكثر للالتهابات والأمراض (مثل السرطان) ويصبح الجسم أقل استجابة للتلقيح. اكثرية الناس يعتبرون كل هذا نتيجة طبيعية لعملية الشيخوخة. ومع ذلك، أظهرت أحدث النتائج العلمية في هذا المجال أن جزء مما يحدث في نظام المناعة مع العمر ممكن انعكاسه في الواقع.
المقاتلين الرئيسيين ضد الالتهابات في الجسم هي مجموعة من خلايا المناعية المعروفة باسم خلايا تي (T) والتي تشكل جزءا من خلايا الدم البيضاء. تتكاثر تلك الخلايا عند العدوى من أجل التخلص من الجراثيم. لكن مع تقدم العمر وتراكم العيوب في الخلايا الجديدة، تصبح الخلايا (تي) غير فعالة،مما يشارك في تراجع حصانة الجسم. وقد تبين أيضا أن تلك الخلايا تستنزف منها الميتوكوندريا مع العمر والتي هي مصدر الطاقة في الخلايا.
وقد اكتشف الباحثون وسيلة لعكس الشيخوخة في تلك الخلايا المناعية من خلال عرقلة مسار معين يسمى مسار p38MAPK
P38MAPK يمكن أن تؤدي إلى الشيخوخة من خلال منع بعض العمليات الخلوية. في الواقع اظهرت دراسة في جامعة في لندن، ان ايقاف هذه اشارة تساعد بتكاثر خلايا (تي) و الميتوكوندريا الخاصة بها.
وفي دراسة أخرى، وجد فريق من الباحثين أن تنشيط p38MAPK يتم مع الشيخوخة وعندما تكون المواد الغذائية قليلة. ولهذا الأمر أهمية سائدة اذ يشير إلى حقيقة أن المسار نفسه الذي ينظمه كل من توريد المواد الغذائية والأضرار التي تحدث في الخلايا هي نتيجة الشيخوخة. والنتيجة الأكثر أهمية هو اكتشاف وطئ التغذية لتقوية المناعة كبديل عن الادوية وهو النهج المستخدم على نطاق واسع في الوقت الحاضر.
وهذه هي المرة الأولى يظهر فيها الباحثون دليلا ملموسا على وجود صلة بين الشيخوخة والنظام الغذائي وعلاقتهما بجهاز المناعة. هذا المنظور الجديد يمهد الطريق نحو تعديل النظام الغذائي لتقوية المناعة، وعلى وجه الخصوص لمنع أو عكس اتجاه انخفاض المناعة المرتبط بتقدم العمر
- عنوان: Nutrigenomics او علم الجينوميات التغذوية
- منشور من طرف:
- تاريخ: 1:02 PM
- العلامات: