هل أثرت جائحة كورونا على حقوق الانسان و كيف ؟
في 11 مارس/آذار 2020، أعلنت "منظمة الصحة العالمية" أن تفشّي مرض "كوفيد-19" الناتج عن فيروس "كورونا" المستجد – الذي ظهر للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2019 في مدينة ووهان الصينية – قد بلغ مستوى الجائحة، أو الوباء العالمي. دعت المنظمة الحكومات إلى اتخاذ خطوات عاجلة وأكثر صرامة لوقف انتشار الفيروس، معللة ذلك بمخاوف بشأن "المستويات المقلقة للانتشار وشدّته".
وقد أثار هذا الابلاغ مخاوف الناس و منظمات حقوق الانسان حول تأثيره على الحقوق المكتسبة للمواطنين في عدة مجالات ، وهذا ما حدث في الكثير من المواقف وفي الكثير من البلدان بحجة مقاومة انتشار المرض.
فالجواب على السؤال هل أثرت الجائحة على حقوق الانسان تختلف الاجابة عنه من مكان الى اخر ومن وقت الى آخر .
والامثلة على ذلك كثيرة :
1-ففي بدايات الازمة أعلنت أغلب البلاد عن حظر للتجول بشكل كامل او بشكلٍ جزئي مما أثر بشكل كبير على الحالة المعيشية والاقتصادية للكثير من المهنيين ، فقد كانت القوانين صارمة في بعض الدول لدرجة إنزال الجيش لضبط الحركة مما أثار حفيظة الناس وتذمرهم ، بينما في دولة الامارات تم الاعلان عن حظر جزئي والموازنة بين منع انتشار المرض و بين الحياة المعيشية ومتطلبات الحياة وعدم توقف الاقتصاد في البلاد فوضعت شروط للتحرك اثناء فترات السماح مثل الالتزام بوسائل الوقاية الشخصية والتباعد الجسدي .
2-ايضا من الحقوق التي سلبت تقريبا من الموطنين في بعض الدول هو حرية التنقل في الدولة نفسها او بين الدول فتعطلت في كثير من الاحيان المصالح والاعمال ، وتم ايضا في كثير من الاحيان استقبال القادمين الى بعض الدول من الدخول اليها فتأثر بذلك الكثير من رجال الاعمال والطلبة الذين يدرسون بالخارج والمرضى الذين يسعون الى العلاج في بلاد افضل من بلادهم ، وبالمقارنة هنا نجد أن دولة الامارات راعت الظروف الخاصة للمواطنين فسمحت بحرية التنقل بين الامارات المختلفة والسفر الى دول أخرى واستقبلت القادمين من دول أخرى لكن كل هذا بشروط كانت تراعي عدم انتشار المرض وتفشيه في الدولة مثل اشتراط الحاجة الملحة للتنقل او السفر و سلبية مسحات الانف واخذ اللقاح في مراحل متقدمة من انتشار المرض .
3-حرمان الكثير من الطلبة من التعلم كان من أهم الامور التي أثرت في حق كل انسان في التعلم مهما كانت الظروف ، فقد توقف التعليم بشكل كامل في بعض الدول وتأثر الطلاب كثيرا بإجراءات توقف التعلم ، وفي البلاد التي لم توقف الدراسة تأثرت حقوق هؤلاء الطلبة بالحفاظ على صحتهم وسلامتهم فازداد المرض انتشارا وحصد ارواحا كثيرة ؛ فكانت هذه المشكلة العويصة تضع الدول بين نار ايقاف التعليم او نار انتشار المرض.
في دولة الامارات العربية تم دراسة الواقع وبسبب وجود امكانات وبنية تحتية هائلة تم الموازنة بين الاستمرار بالتعليم وفي نفس الوقت عدم السماح للمرض بالانتشار وذلك باقرار التعليم عن بعد والعودة التدريجية لاحقا للمدارس بعد السيطرة على المرض.
4- من الامور الفاضحة والمشينة في حق الانسانية وحق الانسان في الحصول على العلاج والدواء واللقاح كانت ازمة كورونا التي أظهرت مدى عدم الاكتراث بحق الانسان بهذه الامور ففي دول كثيرة كان العلاج والعناية صعبة المنال وقد ازدادت الوفيات كثيرا بسبب الاهمال وعدم وجود عناية صحية كافية ، وعند ظهور اللقاح تم حرمان الكثير من الدول الفقيرة والفقراء من تلقيه ، بالمقابل اظهرت دولة الامارات العربية متانة في دفاعها عن حقوق الانسان في تلقي العلاج والوقاية فقد وفرت الدولة العلاج المجاني الكامل لجميع المواطنين والوفدين وقد وفرت اللقاح بالمجان لجميع الناس بدون اي تمييز بين مواطن او وافد ، فقير او غني وكانت تجربة الامارات قدوة في السيطرة على المرض والتخلص من الازمة باسرع فترة زمنية بل انها ساعدت العديد من الدول للحصول على الدواء واللقاح .
5-لا بد ايضا من التحدث عن حق الانسان في معرفة الحقيقة وكل ما يخص الازمة ، فبينما كانت بعض الدول تشوه الحقائق حول طبيعة المرض وانتشاره وبالتالي وضع الاقنعة حول حقيقة خطورة المرض وانتشاره الشديد ، كانت دولة الامارات العربية تتعامل بكل شفافية امام شعبها وامام منظمات الصحة العالمية فقد كان هناك إحاطة إعلامية بشكل دوري للتحدث مع الشعب حول الازمة ومدى انتشارها او تراجعها وايضا كانت تعلن بشكل يومي عن عدد الاصابات والوفيات وبشكل شفاف تماما.
اخيرا رغم اننا نشجع كثيرا الاهتمام بحريات الناس وعدم المساس بها قدر الامكان اثناء الجائحات والكوارث الا اننا ايضا نشجع الدول على فرض مايلزم للقضاء على الازمة ونحض الناس على الالتزام بالواجبات الملقاة على عاتقهم والموصى بها من قبل الدولة.
د حسان السبع
اخصائي في طب الاطفال
د حلا السبع
جامعة الشارقة
- عنوان: جائحة كورونا و حقوق الانسان
- منشور من طرف:
- تاريخ: 12:56 PM
- العلامات: Tags: جائحة كورونا