.. فإن جاءت نتيجتها مرتفعة وما فوق الحدّ السليم، فهذا يعني بأنَّ احتمال الإصابة بداء السكّري قد ارتفع وبشكل هامّ. أجل، فاليوم، بات الأطبّاء يعتبرون قياس نسب الكالسيوم في الدم كأحد المعايير الموثوقة في تشخيص حالات السكّري...
حسب الدراسات الأخيرة، قد تمَّ إظهار ما يلي: حالات فرط الدُريقة او ما يعرف بال Hyperparathyroidism ، مربوطة بدورها كما يبدو الى ازدياد خطر الإصابة بحوادث قلبية وعائية وإنّما ايضاً مربوطة بدرجة عالية من عدم احتمال الغلوكوز ونسب مرتفعة من معدّلات السكّري وبالتالي، فقد يزداد معها خطر ظهور داء السكّري. بالمقابل، إستئصال الدريقة والذي يعيد معدّلات الكالسيوم الى الحدود السليمة، يحسّن من احتمال الجسم للغلوكوز.
لماذا؟
السؤال السديد يطرح: لماذا او ما هو سبب هذا الرابط؟ في الواقع، يؤدّي الكالسيوم الموجود ضمن الخلايا، العديد من الوظائف البيولوجية، وتحديداً يتدخّل هذا الكالسيوم في عمليّة إفراز الأنسولين. وإنّما، على الرغم من ذلك، فإنَّ الصِلات بين معدّلات الكالسيوم او كلسيّة الدم واحتمال الإصابة بمرض السكّري، ما زالت غير واضحة بالنسبة للباحثين العلميين. وها هم يتساءلون وعن صواب: هل هذه الصِلات ناجمة عن حساسية الجسم على الأنسولين او عن إفرازات الأنسولين؟؟ إجابة أحد لم يؤكّدها حتّى الآن!
وعليه، لاختبار هذه الصِلات ومعرفتها عن كثب، قد تمَّ تفحّص معدّلات الكالسيوم وبدقّة فائقة، في دم مجموعة من 1500 شخص، ضمن الدراسة التي حملت اسم –IRAS Insuline Resistance Atherosclerosis Study او دراسة حالات التصلّب العصيديّ المقاومة للأنسولين. وقد أظهر التحليل الحثيث ما يلي: ثمّة صلة مهمّة غير مباشرة ما بين معدّلات كالسيوم الدم او كلسيّة الدم وبين احتمال المعاناة من عدم احتمال للغلوكوز وظهور داء السكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes، خلال السنوات الخمس اللاحقة حيث تابع فريق الباحثين المجموعة المذكورة.
وإنّما، عامل مستقلّ..
بعدما عمد الخبراء الى تكييف نتائج الدراسة مع السنّ، الجنس، العرق، سوابق حالات السكّري العائلية (العامل الوراثيّ)، مؤشّر الكتلة الجسميّة BMI، معدّلات سكّر الدم، الترشيح الكُبيبيّ Glomerular filtration، الحساسية على الأنسولين، ردّة الفعل الأنسولينية الحادّة، واتّخاذ الأدوية المدرّة للبول، قد ظهرت معدّلات كلسيّة الدم كعامل مستقّل عن إمكانيّة الإصابة بداء السكّري. امّا احتمال الإصابة بالسكّري، فيزداد وللغاية في حال تجاوزت كلسيّة الدم حدّ ال 2.5 ميليمول في اللتر الواحد. وكذلك الأمر بالنسبة لاحتمال ظهور عدم احتمال الغلوكوز. بالمقابل، لم يتمّ اكتشاف ايّ رابط بين حصص الكالسيوم الغذائية (بما فيها اتّخاذ أقراص من مكمّلات الكالسيوم) وبين خطر ظهور السكّري او عدم احتمال الغلوكوز.
ويخلص الخبراء الى ما يلي: "هذه ظاهرة لا تثير العجب، فكلسيّة الدم ليست مربوطة الى الحصص المبتلعة او المجترعة من الكالسيوم. وإنّما الأمر غير المتوقَّع: لم نلحظ ايّ صلة بين كلسيّة الدم وبين عوامل خطر او احتمالات الإصابة بسكّري النوع الثاني والتقليدية الطابع (عوامل الخطر المعتادة)، كمؤشّر الكتلة الجسميّة، معدّل سكّر الدم، مقاومة الجسم للأنسولين، او إفرازات الأنسولين، ضمن هذه الدراسة..." بالتالي، هذا العمل يؤكّد بأنَّ ارتفاع كلسيّة الدم (أكثر من 2.5 ميليمول في اللتر الواحد)، مربوط الى ازدياد احتمال ظهور داء السكّري. إنّه معيار يجب احتسابه على الدوام ضمن الممارسات والاختبارات الإكلينكيّة. حتى ولو لم تسمح هذه الدراسة بتحديد الآليات المضطلعة بذلك ولا بالتأكيد ما إذا كان هذا الرابط سببياً ام لا...
نصائح "الغذاء الصحي" للتخفيف من أمراض القلب والسكّري عندما ندخل تعديلات صغيرة الى تغذيتنا اليوميّة، نحدث فارقاً كبيراً في الوقاية من السكّري و/او أمراض القلب. أحد هذه التعديلات يركّز على الدهون المتكدّسة حول البطن، إذ هي المسؤولة جزئياً عن أغلب حالات ظهور السكّري كما وتراجع سلامة وصحّة الشرايين. والآن، إليكم بعض الطرق السهلة لتبنّي تغذية صحيّة:
1- إضافة المزيد من الحبوب والبقول الكاملة الى التغذية:
- عبر اختيار رقائق الشوفان الكاملة عوضاً عن رقائق الذرة او رقائق الأرزّ المقلية او المحمّرة، وتحليتها ببعض الفاكهة المجفّفة و/او الثمار الزيتية النيئة كالجوز او اللوز..
- عبر طهو الأرزّ الأسمر عوضاً عن الأبيض او عوضاً عن البطاطس كطبق مرافق.
- عبر استعمال الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة او الخبز الأسمر عوضاً عن الأبيض
- عبر طهو الفشار في المايكروويف كوجبة خفيفة عوضاً عن رقائق البطاطس المقلية او الكراكيرز، او البسكويت..
- عبر استعمال الأرزّ الأسمر او الشوفان في اطباق الحساء عوضاً عن النودلز او الأرزّ الأبيض. - عبر استبدال المعكرونة في اطباق السلطة بالأرزّ الأسمر، او بحبوب القمح الكامل..
2- الحدّ من الأطعمة السكّرية للتحكّم بمعدّلات سكر الدم:
- عبر إبعاد الأطعمة غير النافعة (Junk food) عن المنزل، بما فيها المعجّنات الحلوة و/او المقليّة، مرطّبات الصودا، السكاكر والحلوى المصنَّعة والشاي المثلّج المحلّى..
- عبر تحضير سلطات طازجة بواسطة خضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة وخضار صفراء وحمراء طازجة عوضاً عن البطاطس والخسّ. - عبر تفضيل المياه العاديّة و/او الغازيّة والشاي الساخن او البارد غير المحلّى، عوضاً عن المرطّبات والعصائر الحلوة.
- عبر اختيار حبّات الفاكهة الكاملة الطازجة عوضاً عن الحلوة المعلّبة او المنقوعة بشراب السكّر، لتحضير الوجبات الخفيفة والتحليات.
3- معرفة عوامل الخطر جيّداً:
- الوزن الزائد في موقع البطن او حول الخاصرة
- إرتفاع ضغط الدم
- تدنّي معدّل الكولسترول الجيّد او HDL
- إرتفاع معدّل ثلاثي الغليسريد
- المقاومة على الأنسولين
مع العلم بأنَّ اجتماع 3 او أكثر من العوامل المذكورة، يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، السكتات والسكّري. إن كنت ضمن هذه الخانة، فربّما حان الوقت لتتّخذ تدابير صحية جديدة في نمط عيشك..
بعض المراجع:
- IRAS Study
- عنوان: راقبوا معدّلات الكالسيوم...
- منشور من طرف:
- تاريخ: 11:31 PM
- العلامات: