ونقصد هنا غير رياضة السباحة او العوم.. فالموسم لم ينتهِ بعد، وفي جعبة أحواض السباحة منافع طبيعيّة واستثنائية، تأتي بها المياه لتبلسم تعبنا وتريح عضلاتنا كما وأذهاننا.. وذلك ضمن تمارين رياضية من نوع آخر وحركات مبتكرة، سهلة التنفيذ سواء كنتم من السبّاحين الماهرين او المبتدئين او لا تجيدون العوم حتّى!
لقطة مقرّبة عن رياضة الAquagym او الجمباز المائيّ
رياضة لطيفة وبدون ايّ صدمات ولا ايّ إجهاد، الجمباز المائيّ وعلى الرغم من تسميته، لا يمتّ بصلة الى العاب القوى او العاب الجمباز الاستعراضيّة التي نشاهدها خلال الدورات الأولمبية! بل هي رياضة خالية من المجازفة وتناسب الجميع وكلّ شرائح الأعمار: نساء، رجال، اولاد.. بفضل الضغط الطبيعيّ الذي تمارسه المياه، تتجدّد قوى العضلات، يكتسب القوام المزيد من الرشاقة، وتتنشّط الدورة الدموية. قد لا تكون رياضة "كاملة" كما هي حال السباحة ولكنّها تبقى رياضة جدّ نافعة لتليين العضلات ومنح الاسترخاء مع صيانة اللياقة البدنيّة...
ثمّة من يطلق تسمية ال Aquafitness عليها ايضاً بما معناه: تمارين الرشاقة والليونة المائية. تشمل هذه التمارين كلّ حركات الجمباز اللطيفة والقابلة للتنفيذ في الماء. بالتالي، هي تقدّم باقة واسعة ومتنوّعة ومعها، لا مكان للملل..! في الواقع، تعمل هذه الرياضة على تقوية توتّر العضلات تدريجياً وبلطف، ومن الممكن التوصية بها لدى الأشخاص الذين لا يملكون الوقت الكافي لممارسة الرياضة او ارتياد النوادي الرياضيّة، وإنّما يتمنّون الحفاظ على اللياقة البدنيّة والقوام الجميل المتناسق.
رياضتان في آن واحد..
قد ولدت هذه الرياضة في فرنسا بهدف السماح لهواة المياه والجمباز بالإفادة من رياضتين في آن واحد. مع العلم بأنَّها تمارَس الأكثر عند الجنس اللطيف (90% من النساء). في حين نخرج عادةً من صفّ الأيرويبيك التقليديّ ونحن نعاني من التعب والتيّبسات، يقينا ضغط المياه من تلك المضاعفات، خلال ممارسة الجمباز المائي. فالمياه تمنع المرء من تجاوز حدوده او قدراته وتلغي خطر حدوث مزق عضليّ او غيرها من التشنّجات او الإصابات الناجمة عن الحركة العنيفة او إجهاد العضل. ليس هذا فحسب بل وتمنح هذه الرياضة شعوراً بالخفّة والرشاقة لا مثيل له. هل تعلمون مثلاً بأنّها ليست جديدة بل ولدت منذ 20 سنة تقريباً؟ ولكنّها اليوم تشهد ذروتها. في الماضي، كانت بمثابة وسيلة لإعادة التأهيل الوظيفيّ عند ابطال الرياضة او كبار محترفي الرياضة، إثر إصابة او مرض ما. بيد أنَّ منافعها العديدة سرعان ما جعلتها من أهمّ وأكثر اشكال الرياضة لطفاً وخفّةً.
.. وللجميع بدون استثناء
بالفعل، ال Aquagym رياضة تناسب الجميع. وهي الطريقة المثلى لتشغيل العضلات بدون إتعابها. إضافةً، هي لا تتطلّب ايّ معدّات خاصّة سوى لباس البحر وقبّعة الاستحمام. لن تحتاجوا حتى الى تلقّن السباحة، كون معظم التمارين لتنفّذ في احواض غير عميقة. من الممكن ممارستها ايضاً في البحر.. بعض احواض السباحة يقترح جلسات خاصّة بالنساء الحوامل بإشراف اختصاصيي المداواة بالحركة. وإنّما، بشكل عامّ، لا تحظّر هذه الرياضة على سائر الحوامل، شرط عدم القفز.
ايضاً، هذه الرياضة محبّبة للغاية عند المسنّين، بحيث تقدّم عدّة مجمّعات برامج مكيّفة مع حاجاتهم واوضاعهم الصحيّة. خير دليل على سهولة التمارين؟ غياب عنصر الذكور عنها نوعاً ما، فالرجال غالباً ما يفضّلون رياضات أثقل تتطلّب جهوداً أكثف..
حسنات لا تُعدّ ولا تُحصى
إذاً، تتوجّه هذه الرياضة الى كلّ الذين يريدون إعادة صقل وقولبة جسمهم بكلّ رفق، ومن سنّ ال 7 الى ال 97 عاماً!! وحتّى للأشخاص الحسّاسين، الذين يعانون من ضعف في موقع الظهر او المفاصل والعظام: بالفعل، الإصابات او الاضطرابات المفصليّة جدّ نادرة في الماء.. ايضاً، هذه التمارين تصلح للبدينين او اقوياء البنية والذين يتحرّكون بصعوبة على الأرض.
نحن في الماء، نشعر بخفّة مهما كان وزننا، بما أنَّ هذا الأخير لا يزن سوى عشره في محيط طبيعيّ مهدّىء. ولا ننخدعنَّ! عمل العضلات في الماء يكون أكثف منه على الأرض، ولكنّنا لا نشعر بذلك. بالمقابل، نستمتع بالتأثير المدلِّك والرائع على الصعيد الحواسيّ كما والمنشّط للبشرة. هل من افضل لتحسين الدورة الدموية، تصريف السموم والفضلات، ومكافحة السيلوليت؟ إذ تغمرهما المياه، تلين المفاصل والعمود الفقري، وسرعان ما ننسى اوجاعنا.
من جهة أخرى، تمارس المياه تأثيراً منوّماً يترجم عبر استرخاء العضلات، ويسمح بتنفيذ تمارين نعجز عن تنفيذها على الأرض.
وإنّما، يبقى الاحتياط واجباً..
- يستحسن تجنّب النزول الى الماء خلال الساعات ال3 التي تلي وجبة دسمة.
- يجب تجنّب الغطس مباشرة في المياه الباردة وخاصّة إن اطلنا المكوث في الشمس: ثمّة احتمال للمعاناة من صدمة حراريّة.
- يجب الدخول تدريجياً في الماء، او تبليل العنق، البطن والصدر قبل النزول بالكامل.
- يجب احترام التعب متى حلّ.
- تجنّب التيّارات التي تبعدنا عن الحافّة او الضفّة.
- تجنّب العوم بمفردنا في البحر، خاصّة إن ابتعدنا عن الشاطىء.
- معرفة حدودنا واحترامها.
- إنتعال احذية او صنادل خاصّة مضادّة للانزلاق ما حول الحوض وفي صالات الاستحمام.
ملاحظة:
يجب ان يكون عمق الحوض من 1.20 متر وذلك تجنّباً لمشاكل الظهر، وحرارة المياه من 29 درجة مئوية. هذا ما يسمح بتصريف لمفوي أمثل. امّا بالنسبة للأشخاص الحسّاسين على البرد، فننصح بلباس بحر يغطّي اعلى الظهر.
- عنوان: رياضة في حوض السباحة
- منشور من طرف:
- تاريخ: 12:53 AM
- العلامات: