Thursday 26, Dec 2024

من قلب الحدث

لقد واجه العالم فيروس الكورونا القاتل الذي  قلب كل الموازين  إبتداء من شهر دسمبر ٢٠١٩. والذي أدخل الإنسان مرحلة المجهول، وطغت الحيرة والملل والشكوك على العقل البشري مما أدى إلى حالات الهلع والكآبة والخوف من إنتقال العدوى كما الخوف من المستقبل. إذ أن معظم الناس الذين لم يفتك الفيروس فيهم خسروا وظائفهم وأموالهم واضطروا إلى الحجر الصحي وعدم الاختلاط إلا لضروريات

في هذا المقال سوف أستعرض معكم كيفية معالجة هذه الأزمة من مفهوم صحي وإنساني

في البداية من الضروري أن ننظر إلى هذه المرحلة على أنها ليست دائمة وإنها شارفت على النهاية مهما طال الحجر. سوف نستعيد تدريجيا حياتنا و أشغالنا وأن الأمور ولو لم تعد كما سابق عهدها سوف تتحسن و تأخذ طابعاً مختلفاً  يلائم المرحلة الجديدة. لذا فإن التأقلم و التجدد هما سيدا الموقف و تصويب البوصلة نحو طرق عصرية مهم جدا كالتواصل الإجتماعي و التعليم عن بعد ولonline shopping & delivery

 ثانياً العقلية التي علينا أن نتخذها هي أننا لسنا محجوزين في المنزل لبل آمنين في المنزل كما العالم بأسره إتخذ معايير للحجر الصحي كذلك حكومتنا إتخذت   الإجراءات الملائمة كي تحافظ على سلامتنا و نتخلص من الفيروس 

بالإضافة أن ليس كل شيئ من حولنا قد ألغي بل تحسّن نحو الأفضل.  فإن الشمس لم تلغى و ما زالت تشرق كل صباح وكذلك القمر والنجوم في الليل.  فصل الربيع قد أزهر و الطبيعة تتجدد كل يوم ماسحة عنها الغبار إذ أن معدل التلوث قد إنخفض بشكل ملحوظ. العلاقات و الإتصالات لم تلغى بل أصبحت أكثر متانة. الحب  والتضامن و التكاتف  بين البشر والشعوب إزداد...

ثالثا  الإبقاء على روتين حياتي صحي ومنظّم كل يوم هو مفتاح  النجاح كل الاستيقاظ و النوم بساعة محدّدة و المثابرة على كتابة ما أنتم ممتنين منه في حياتكم. إن لم يكن بإمكانكم الخروج من المنزل أدعوكم إلى الدخول إلى أعماقكم و إكتشاف مهارتكم : 

 1-من الأشياء التي من الممكن تطبيقها من المنزل هي الأكل الصحي و الطبخ: إستشارة أخصائية تغذية ضروري و مهم جدا في هذه المرحلة. إذ أنها الوحيدة المخولة إعطاء النصائح الغذائية لتنظيم الوجبات و إحتساب الوحدات الحرارية للجسم و  كيفية الطبخ الصحي و إعطاء إرشادات ووصفات غذائية  لاستبدال الوصفات الغنية بالدهون والسكريات، و للابتعاد عن الأكل المرتبط بالشعور  السلبي، الملل، العصبية و الإحباط  و تقليص الوزن الزائد المرتبط بالشراهة

2-ممارسة التمارين الرياضية يومياً  هو مضاض للكآبة إذ إن  الرياضة تسمح للجسم بإفراز هرمون الSerotonin الذي يمنحنا السعادة و الشعور بالامتنان. برامج مكثفة تعطى عبر  التطبيقات الإنترنت من خلال المدربين.  عليك فقط انتقاء البرنامج الملائم لجسمك و إن لم تكن متأكد من صحة البرنامج عليك إستشارة المدرب الخاص. لكي يوضح لك الفرق ما بين تمارين cardio وال weight lifting و ال stretching و ال yoga

3-التأمل  و تمارين التنفس هي من الأشياء الضرورية إذ تحارب الأفكار السلبية  و تمنحنا الصبر. إنتقي مكاناً في الطبيعة و اجلس بطريقة مريحة أو استلقي على ضهرك أي بوضعية النوم و مدد اليدين والرجلين: أغلق عينيك وحوّل تفكيرك نحو طريقة التنفس: شهيق من الأنف و زفير من الفم إلى أن تستريح بالكامل. إفتح عينيك و إلحظ خمسة أشياء يمكنك أن تراها، أربعة أشياء  يمكنك أن تسمعها، ثلاثة أشياء  يمكنك أن تشعر بها، شيئين يمكنك أن تشمها، شيىء من الممكن أن تتذوقه. هذا التمرين هو دعوة للعودة إلى الجذور و أهمية التمسك بما يحيط بنا لنشعر بالطمأنينة و نبتعد عن القلق.  بما أننا نستطيع أيضاً الإلتحاق بمجموعة عبر الإنترنت للتأمل و تعلّم كفية التنفس الصحيحة و الاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تهذب الروح

 4-المطالعة هي من الأمور التي تغذي العقل فإنتقاء الكتب  التي لطالما أردنا أن نقرأها من مكتبة المنزل و لم   نجد لدينا الوقت لننهيها أصبحت الآن متاحة. حتى أن مكتبات حول العالم نشرت الكتب مجاناً  عبر الإنترنت و من الممكن تحميلها و قرائتها

 5-تعزيز  المهارات و إتقان موهبة الرقص، الرسم ، و العزف على آلة موسيقية و نشر مقاطع منها على مواقع التواصل الإجتماعي هو ممتع جداً و يعطي ثقة بالنفس و يحفزّ الآخرين على العمل بالمثل

6-مشاهدة الأفلام عبر    Netflix    و البرامج التثقيفية، و هو شيء متاح و شائع أيضاً و سلوى للعائلة مجتمعتاً

 7-الإكتفاء الذاتي و الزراعة هي أيضاً من الأمور التي ممكن ممارستها في هذا الوقت من السنة 

شكراً للحجر الصحي،  أصبح بالإمكان أن نعتني بصحتنا الجسدية و الذهنية و تطبيق الرعاية الذاتية والتخلص من النقد الذاتي السلبي للتخلص من الصعوبات التي تنتظرنا و نواجه المرحلة القادمة بحزم و نتفوّق على الخوف المتربص من المستقبل 

 

  • عنوان: من قلب الحدث
  • منشور من طرف:
  • تاريخ: 10:15 AM
  • العلامات:
Top