من ثمّ فكرة الموقع الاجتماعيّ تجعلني أفكّر بالمال والسلطة وها انا أدخل في حلقة من الأفكار السياسية والاجتماعية بلا أن أدري... امّا بالنسبة لعلم النفس السلوكيّ الإدراكيّ العصريّ ايضاً، فأفكارنا ثمرة مزيج ارتجاليّ من الأحاسيس الآتية من الخارج ومن عمليّات إدراكيّة معرفيّة داخليّة. في الدماغ، تقفز بعض الأفكار بشكل غير واعٍ. وامّا بعض عناصر الفكر هذه فتجتمع على شكل قطعتين من الليغو (قطع قابلة للتركيب) وذلك لإنتاج فكرة جديدة. وإنّما تبقى لعبة التراكب الدماغيّ هذه مجهولة الأسباب. جلّ ما يعرفه الخبراء هو أنَّ القشرة الدماغيّة الجبينيّة الأماميّة تلعب دور قائد الفرقة الموسيقية. نحوها، تتّجه كلّ الأنظمة الدماغيّة الخاصّة بالبصر، السمع، وإنّما ايضاً الخاصّة بالمواقع المتدخّلة في الذاكرة. وامّا هذه القابليّة للتواصل والمتميّزة فتسمح للقشرة الدماغيّة بتأمين وظائف إدراكيّة معرفيّة عالية المستوى، كالتخطيط، التجريد (فكر تجريديّ)،... او ايضاً الفكر الإبداعيّ. في الواقع، يتمّ إنتاج تركيبات مفهوميّة ارتجاليّة او صدفوية بشكل متواصل في الدماغ وإنّما عن غير وعي، ومهمّة القشرة الدماغيّة الجبينيّة الأماميّة هي تقييم الأفكار المُنتَجَة، وذلك عبر إيصالها الى الوعي. كيف لشبكة عصباتنا أن تلد هذه التركيبات المفهوميّة الارتجاليّة؟ كيف يتمّ الاختيار في ما بينها؟ تلك هي القفزة في المجهول... إن كنّا نعرف بأنّنا نفكّر، فلسنا نعرف حتّى الآن كيف نفكّر!
Pages
- عنوان: من أين تأتي أفكارنا؟
- منشور من طرف:
- تاريخ: 11:57 AM
- العلامات: Tags: من أين تأتي أفكارنا؟