هل تعلمون بأنَّ إدراج اصناف الحليب ومشتقّاته من اجبان والبان في إطار حمية غذائية متدنّية الوحدات الحراريّة او ما يعرف بال Hypocaloric diet، يساهم في خسارة المزيد من الوزن والكتلة الدهنيّة؟
بالفعل، يحتلّ الحليب ومشتقّاته مكانة مهمّة ومميّزة في مجال الوقاية من البدانة والأمراض المربوطة بها..
يقول علماء وخبراء الصحّة بأنَّ هذه الأصناف تلعب دوراً اساسياً في مكافحة الوزن الزائد كما وفي منع ظهور المتناذرة الأيضيّة، بمعنى آخر: الحؤول دون البدانة المَرَضيّة. وإنّما، قد وجب انتظار نتائج الدراسات التدخّلية لإقناع خبراء التغذية بالأمر، وذلك على الرغم من الوقائع المثبتة في ما يتعلّق بالأمراض والأوبئة..
بالفعل، عند الأشخاص البدينين، أدّت إضافة 1000 ملغ من الكالسيوم في اليوم، على شكل حليب مقشود او نصف مقشود، او ايضاً على شكل لبن زباديّ، الى زيادة خسارة الوزن، ضمن برنامج حمية صحيّة تهدف الى النحول. وتلك هي معطيات الدراسة العشوائية المجراة في المجال حيث تمَّ منح المتطوّعين اصناف الحليب او مشتقّاته مقابل طعام إرضائي او بلاسيبو (عصير الأرزّ). طالت هذه الدراسة عيّنة من 25 سيّدة بدينة وقد تمّت متابعتهنّ على مدى 6 اشهر.
عوامل أخرى غير غذائية
والخبر السارّ الأهم؟ خسارة الوزن الأكبر والتي سجّلتها المجموعة المعالَجَة بواسطة الحليب ومشتقّاته، لم تأتِ على حساب شعور الشبع والامتلاء: حتى ولو ازداد شعور الجوع لدى المجموعتين اللتين تبعتا الحمية الصحية المنحّفة، فلم يضرب شعور الجوع المذكور سوى بمرّتين او 3 على الأكثر عند المجموعة المستهلكة للحليب ومشتقّاته، في حين ضرب ب5 مرّات أكثر لدى المجموعة الأخرى.
من جهة أخرى، تمَّ لحظ النوع ذاته من النتائج مع اتّخاذ مكمّلات من أقراص الكالسيوم والفيتامين- د (D) عند مجموعة من البدينين، وبشكل خاصّ صغار مستهلكي الكالسيوم، الأمر الرائج عند الذين يعانون من الوزن الزائد، لظنّهم بأنَّ الحليب ومشتقّاته تساهم في اكتساب المزيد من الكيلوغرامات؛ بالفعل، مسألة إبعاد او إلغاء الحليب ومشتقّاته وتحديداً الأجبان من التغذية اليوميّة، وذلك بغية تخفيض مجموع الحصص الحراريّة، باتت أكثر من فكرة متوارثة، لقد تحوّلت الى ردّة فعل تلقائيّة! وهذا خطأ.. يستنكره بشدّة معظم الباحثين.
على إثر آخر تحاليل الدراسة الواسعة التي طالت عائلات الكيبيك- كندا، والتي هدفت الى دراسة دور العامل الوراثيّ وعلم الجينات في ظهور البدانة كما وسائر مضاعفاتها من امراض قلبية وعائية وسكّري النوع الثاني، لتتّسع وتشمل عوامل أخرى لاحقاً، كشف الباحثون عن 7 عوامل خطر مشجّعة لاكتساب الوزن الزائد. والمفاجأة الكبرى؟ لا صلة لمعظمها بالغذاء، بل قد تشتمل هذه العوامل على ما يلي: نقص النوم، عشوائية مطلقة في السلوكيات الغذائية واستهلاك حصّة منخفضة من الكالسيوم.. في الواقع، توفّر أحد هذه العوامل، يضرب ب 3 او 4 مرّات أكثر احتمال اكتساب الوزن الزائد! امّا العوامل الأخرى فتوزّعت ما بين تغذية غنيّة بالدهون، إستهلاك المشروبات المنبّهة، غياب النشاط الرياضيّ، واتّباع عادات التقنين او الحرمان الغذائي.
3 حصص من الحليب او مشتقّاته يومياً تساهم في تراجع البدانة بنسبة 30%
قد اشارت الدراسة الفرنسيّة التي طالت مجموعة من 912 رجلاً (بين سنّ ال 45 وال64 عاماً) ما بين سكّان تولوز، ليل وستراسبورغ، الى أنَّ استهلاك اصناف السمك، الحبوب، البقول والخبز والحليب ومشتقّاته، مربوط بانخفاض (بنسبة 30 الى 50% ) احتمال ظهور متناذرة ايضيّة. وقد يبلغ هذا الانخفاض نسبة ال80% حتّى، عند كبار مستهلكي الأصناف الغذائية الثلاثة المذكورة أعلاه. ايضاً، وحسب دراسات أخرى حول المعطيات المرَضيّة ومتناذرة مقاومة الأنسولين، ثمّة رابط شديد بين استهلاك الحليب ومشتقّاته وبين تراجع نسبة ظهور المتناذرة الأيضيّة وسكّري النوع الثاني. وتمَّ رصد النتائج ذاتها في الاختبارات المرتكزة على معيار كثافة الكالسيوم في التغذية اليوميّة. امّا بالنسبة للأجبان، فقد ربطت ايضاً الى المتناذرة الأيضيّة وإنّما وبشكل غريب، كبار مستهلكيها يتمتّعون بقياس خصر (او تدويرة بطن) أصغر وبمعدّل أكثر انخفاضاً من ثلاثيّ الغليسريد. بالمقابل، هذه العناصر الثلاثة تربط الى انخفاض الضغط الشراييني وانخفاض مؤشّر الكتلة الجسميّة (BMI).
دور الكالسيوم في مكافحة فائض الدهون..
على الرغم من عدم حسم النقاش حول المسألة، قدّمت عدّة دراسات خيوطاً مختلفة: قد يساهم الكالسيوم في تنظيم أيض الخلايا الشحميّة في الجسم، وذلك عبر تسهيل استعمال الدهون عوضاً عن تخزينها. هكذا، قد لحظت إحدى الدراسات في مجال الجراحة النسائية، رابطاً واضحاً بين ارتفاع معدّل استهلاك الكالسيوم والفيتامين- د، وبين تقلّص حجم الخلايا الشحميّة. من جهة أخرى، تلمّح دراسات اخرى الى أنَّ الكالسيوم يساهم في ضبط وتنظيم الشهيّة، الأمر الذي تمّت ملاحظته خلال المتابعات السريرية لبرامج التنحيف، لدى الأشخاص البدينين. ايضاً، يقدّم بعض الباحثين فرضيّة خاصّة بعمليّة الهضم: الكالسيوم الذي لا تمتصّه الظهارة المعوية، يثبت داخل المساحة الهضميّة، على الدهون، وبالتالي، قد يسهّل تصريفها في البراز. ما بعد بروز الحمية الخاصّة بتخفيض الضغط والتي أظهرت أنَّ التغذية اليومية التي تتضمّن 3 حصص من الحليب ومشتقّاته المخفّفة (Light) و5 حصص من الخضار والفاكهة، تساهم في تخفيض الضغط الشراييني، مرّتين أكثر منها التغذية المعتمدة على خضار وفاكهة فقط، يمكن القول بأنَّ الدراسات التي ذكرناها سابقاً في مجال الوزن الزائد والمتناذرة الأيضيّة، تبرز ايضاً اهميّة إدراج الحليب ومشتقّاته في النظام الغذائي. وتلك استنتاجات تتوافق مع استخلاصات خبراء التغذية الخاصّة بمكافحة داء ترقّق العظام، الأمر الذي يسهّل تعميم وتبسيط الإرشادات الغذائية في المجال عند المرضى.
بعض المراجع:
- برنامج DASH- Dietary Approach to Stop Hypertension
- دراسة مونيكا- تولوز، ليل، ستراسبورغ- فرنسا
- عنوان: حليب ومشتقّاته من أجل وزن سليم..
- منشور من طرف:
- تاريخ: 6:37 PM
- العلامات: