Sunday 22, Dec 2024

في مملكة الفطر... غذاء ومذاق

صديق المناعة

شأنه شأن العديد من الأطعمة، يتضمّن الفطر مركّبات قد تخلّف منافع مهمّة في مجال المداواة الطبيّة. تلك هي تحديداً حالة المواد المضادّة للبكتيريا والمضادّة للفطريّات والتي تمّت دراسة تأثيراتها على شكل خُلاصات في الأنابيب المخبريّة، وذلك في مجال الوقاية من تسوّسات الأسنان، على سبيل المثال. من جهة أخرى، تتمتّع بعض اصناف الفطر وبشكل خاصّ الشيتاكي او ما يعرف بالفطر الأسود، كما والمايتاكي والرايشي، بمزايا منشّطة للمناعة، وذلك بفضل البيتا-غلوكانات الموجودة في جدرانها الخلويّة. هذا النوع من السكّريات ينشّط مفعول البلاعم الكبرى كما وإفرازات الTNF (Tumor Necrosis Factor) اي، العامل المكافح للأورام. هكذا، يتمّ استعمال خُلاصات من مختلف البيتا- غلوكانات في الصين واليابان لمفعولها المحتمل المضادّ للأورام:

  •  يتمّ استعمال سكّر اللنتينان المُركَّب والمشتقّ عن فطر الشيتاكي، في مجال مداواة السرطانات الهضميّة.
  •  الكريستين او ال PSK والمشتقّ عن فطر الCoriolus versicolor في مداواة السرطانات الهضميّة، الرئوية، والثديية.
  •  الشيزوفيلان والمشتقّ عن فطرال Schizophyllum  في مداواة سرطان الرحم.

بحسب آخر الدراسات الاختباريّة، لسكّر اللنتينان مفعول مضادّ للأورام وتحديداً في حالات سرطان القولون. بالفعل، هو يستعمل في بعض البلدان كعلاج مُساعِد في هذا الإطار. في الواقع، قد ركَّزت الدراسات على هذا المركَّب بشكل خاصّ. وإنّما، قليلة هي الدراسات التي قامت بتحليل تأثير استهلاك الفطر الكامل في ما يتعلّق بمنع احتمالات الإصابة بالسرطان. مثلاً: لم تسمح الدراسة اليابانيّة الخاصّة بالأوبئة وتأثيراتها، بإثبات ايّ مفعول وقائيّ إزاء السرطانات المِعَديّة المعوية. ثمّة دراسات عديدة انكبّت على صنف المايتاكي ايضاً وإنّما الأدلّة العلميّة غير كافية للتأكيد بأنَّ هذا الفطر مضادّ للأمراض السرطانيّة. بيد أنَّ منافع خلاصة المايتاكي المنشّطة او المحفّزة للمناعة لم تعد بحاجة الى إثبات إذ تمَّ اختبارها على عيّنة من النساء المصابات بسرطان الثدي: منافع منشِّطة احياناً وإنّما أحياناً أخرى، مخفِّضة او محبِطَة للمناعة. ما يدلّ على أنَّ المركّبات النباتيّة المصدر تملك تأثيرات أكثر تعقيداً ممّا قد نتصوّر.

Top