الشيخوخة ومشاكل النوم

جنبا" الى جنب مع التغيرات الجسدية التي تحدث مع تقدم العمر، فالتغيرات في نمط النوم هي ايضا" جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية.

مع تقدم العمر، يتعرض الشخص الى صعوبة أكثر في النوم ومشاكل أكثر مقارنة بالاشخاص الاصغر سنا". المفهوم الشائع والخاطىء هو ان الانسان يحتاج الى وقت نوم اقل مع تقدم العمر. في الواقع، هذا غير صحيح ان الابحاث تظهر ان احتياجات النوم تظل ثابتة وتبقى نفسها طوال مرحلة العمر.

لذا، ما الذي يبقي كبار السن مستيقظين؟ يحدث تغيرات في ما يسميه الاخصائيين "بنية النوم" مع تقدم العمر وقد يساهم ذلك في زيادة مشاكل النوم.

الكل يعرف ان النوم يقطع بمراحل متعددة بما في ذلك ما يسمى معزل النوم حيث يتباطأ أداء الرأس ثم المرحلة الانتقالية الى مرحلة النوم العميق والتي تحدث فيها أغلب الاحلام وظاهرة حركة العين السريعة.

تتكرر دورة النوم عدة مرات أثناء الليل وعلى الرغم من ان وقت النوم الكلي يظل ثابتا"، يقضي كبار السن وقتا" اطول في المراحل الخفيفة من النوم أكثر من النوم العميق.

الكثير من كبار السن يعترفون انهم أقل رضى عن نومهم وأكثر تعبا" خلال النهار. تظهر الدراسات حول عادات النوم عند المسنين ان الوقت اللازم للنوم اي مغزل النوم اصبح اطول وهنالك انخفاض عام في ظاهرة حركة العين السريعة وزيادة في تقاطع النوم اي الاستيقاظ اثناء الليل. كما تظهر زيادة في اضطرابات النوم مع التقدم في العمر.

ولكن تلك الاضطرابات بين كبار السن قد تكون لها صلة بالامراض الجسدية، النفسية او الادوية المستخدمة لعلاجها.

بالاضافة الى التغيرات في بنية النوم، هنالك عوامل أخرى تؤثر على النوم مثل الايقاع اليومي.

على سبيل المثال، يميل كبار السن الى النوم باكرا" اذ يشعرون بالنعاس في وقت مبكر من المساء ويستيقظون صباحا" في وقت ابكر مقارنة مع البالغين الاصغر سنا".

هذا النمط يسمى متلازمة مرحلة النوم المتقدمة اذ يتم نقل ايقاع النوم بحيث لا يزال ينال المسن 7 الى 8 ساعات من النوم ولكن بطريقة مختلفة.

انتشار الارق هو ايضا" امر شائع بين كبار السن. ووفقا" لاستطلاع أجرته مؤسسة العلوم الوطنية في أمريكا يعاني 44% من كبار السن من الارق بضع ليال في الاسبوع. وقد يكون هذا الارق مزمنا" (يستمر لاكثر من شهر واحد) او حاد (يستمر لبضعة أيام او اسابيع).

قد يساعد في تلك الحالة تقليل الكافيين و الحد من قيلولة بعد الظهر على سبيل المثال لحل المشكلة.

ولكن يجب التنبه ان الارق يمكن ان يؤثر سلبا" على صحة الشخص. اذ قد يعاني الاشخاص المصابون بالارق من النعاس المفرط خلال النهار وصعوبة في التركيز وزيادة مخاطر الحوادث والاصابات او التعرض للامراض، بالاضافة الى انخفاض جودة الحياة بشكل عام.

اما الشخير هو ايضا" سبب رئيسي في اضطراب النوم للملايين من البالغين والمسنين.

عادة يرتبط الشخير بالاشخاص الذين يعانون من وزن زائد وتزداد الحالة سوءا" مع تقدم العمر.

الشخير بصوت عال خطير للغاية ويرتبط بارتفاع ضغط الدم وغيرها من المشاكل الصحية وقد يكون واحد من أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي.

هذه التوقفات في التنفس بشكل متكرر تسبب اضطرابات في النوم وتؤدي الى نعاس شديد خلال النهار وتعطل وظيفة الشخص اليومية الطبيعية.

اذا مع التقدم في العمر، هناك زيادة في حدوث مشاكل طبية غالبا" ما تكون مزمنة مما يزيد من مشاكل النوم. ارتفاع ضغط الدم، الشخير، انقطاع النفس الانسدادي وقصور القلب بالاضافة الى الطمث وما يصاحبه من هبات ساخنة وانخفاض مستويات الهرمون، كلها عوامل مرتبطة بشكل دقيق بمشاكل واضطرابات النوم المتعددة.